Friday , 29 March - 2024

سودان تربيون

أخبار السودان وتقارير حصرية لحظة بلحظة

الحركة الشعبيَّة لتحرير السُّودان إقليم جبال النُّوبة- كاودا: مذكرة إلى بعثة الأمم المتِّحدة

الأحد, 17 تشرين1/أكتوير 2010

بسم الله وبسم الوطن

الحركة الشعبيَّة لتحرير السُّودان إقليم جبال النُّوبة
كاودا

التاريخ: 7/10/2010م

مذكرة إلى بعثة الأمم المتِّحدة

ونحن على أعتاب المرحلة الأخيرة لتكملة استحقاقات اتفاقيَّة السَّلام الشَّامل، والتي تتمثَّل في استفتاء جنوب السُّودان في التاسع من يناير 2011م، والتي كان من المفترض أن تسبقه المشورة الشعبيَّة في كل من جنوب كردفان/جبال النُّوبة وجنوب النيل الأزرق، فإنَّنا نتابع عن كثب تلكؤاً متعمدأً من قبل المؤتمر الوطني في تأخير نتيجة التعداد السكانى التي تتمخض عنها توزيع الدوائر الجغرافيَّة، ومن ثم متابعة العمليَّة الانتخابيَّة من السجل الانتخابي، وترشيح المرشحين وصولاً للاقتراع، والذي نستنتج منه تبييت نيَّة المؤتمر الوطني لعرقلة كل عمليَّة المشورة الشعبيَّة، والتي ستكون خرقاً واضحاً ومتعمداً وصارخاً لاتفاقيَّة السَّلام الشَّامل، ومن ثم خرق متعمد للمواثيق الدوليَّة.

إنَّ حشود القوات المسلحة بجنوب كردفان والجسر البرّي المتواصل في نقل العتاد الحربى للمنطقة وبطريقة لم تشهد جنوب كردفان لها مثيلاً حتى فى سنوات الحرب الأهليَّة؛ وهذا دليل واضح على نيَّة المؤتمر الوطني في خرق الإرادة الدوليَّة المتمثلة في وثيقة اتفاقيَّة السَّلام الشَّامل، التي تم توقيعها فى التاسع من يناير 2005م، وشهد لها أربعة عشرة دولة كبرى وكل المنظمات الدوليَّة والتي تمثلت في الأمم المتحدة، الاتحاد الأوربي، الاتحاد الإفريقي، منظمة الإيقاد وجامعة الدول العربية.. وهذا بالتالي خرق متعمِّد للترتيبات الأمنيَّة، والتي تتضمن في فحواها تقليص القوات المسلحة لما كانت عليها قبل الحرب.. وتقليصها بعد ذلك للحد الأدنى الذي يزيل مفاهيم الحرب وويلاتها من أذهان المواطنين الذين اكتووا بأوزارها.
إنَّ الحشود العسكريَّة المتواصلة بعتادها الحربي المختلف، شكّلت هاجساً مخيفاً لكل مواطني جنوب كردفان، وجعلتهم يتكهنون بأنَّ نيَّة المؤتمر الوطني هي إثارة حرب أخرى.. ومع كل ما يدور من إرهاصات المؤتمر الوطني، فإنَّ الحركة الشعبيَّة تترقَّب كل ذلك عن كثب، وتأمل بان يتحلَّى المؤتمر الوطني بالحكمة والعقل، ويضاعف جهوده لكى يظل السُّودان وطناً واحداً.. وتتردد مقولة الشهيد د. جون قرنق دى مبيور فى أذهاننا، والتي تقول بأنَّ هذا السُّودان لن يكون كما كان.
تحركات المؤتمر الوطني بالولاية تهديد للأمن والاستقرار بجنوب كردفان، وبصفةً خاصة حدود الولاية مع جنوب السُّودان.
إنَّ الحركة الشعبيَّة، أصالة عن جماهيرها الثوريَّة ونيابةً عن جماهير جنوب كردفان بإثنياتهم المختلفه ثقافياً واقتصادياً وسياسياً واجتماعياً، تحث المجتمع الدولي أن يرفع صرخة داوية لكل العالم بالحفاظ على السَّلام والأمن بين الشعوب وإعطاء حق الشعوب الأصيلة في ممارسة كل حقوقها الإنسانيَّة المنصوص عليها في إعلان الأمم المتحدة، ونشجب ممارسات المؤتمر الوطني في خروقاتها الدائمة والمتعمدة لإذلال شعب جنوب كردفان/إقليم جبال النوبُّة بصفة خاصة. كما نحث المجتمع الدولي أيضاً أن تفرض الحماية الدوليَّة المنصوص عليها في إعلان الأمم المتحدة حيال الشعوب الأصيلة في العالم، والتي من بينها شعب إقليم جبال النُّوبة بجنوب كردفان، ونطالب بالآتي:-
(1) إعلان نتيجة التعداد السكاني والدوائر الجغرافيَّة.
(2) إجراء انتخابات حرّة ونزيهة تحت مراقبة دوليَّة.
(3) وجوب احترام خيار شعب إقليم جنوب كردفان/جبال النُّوبة في سعيه الحثيث لتحقيق المشورة الشعبيَّة، والتي يقرر فيها خياره الذى يريده.
(4) نريد تفسيراً واضحاً لسكوت بعثة الأمم المتحدة بجنوب كردفان عما يجرى من حشد عسكري ولوجستي على مرأى ومسمع منها.
ومن ناحية أخرى، فإنَّ الفترة الدستوريَّة لولاية جنوب كردفان بالنسبة للمؤتمر الوطني قد انتهت، وكان لزاماً للحركة الشعبيَّة تولي رئاسة الولاية للفترة المتبقية من استحقاقات اتفاقيَّة السَّلام.
لقد كان هم شعب جنوب كردفان السَّلام والاستقرار غداة توقيع اتفاقيَّة السَّلام الشَّامل، إلا أنَّ الخمس سنوات الماضية شهدت كثيراً من الخروقات والانفلاتات الأمنيَّة في شتى مناطق جنوب كردفان/جبال النُّوبة، والتي لم تتم تسوية الكثير منها حتى الآن. ولم يتم دمج القوات المشتركة لتساهم فى استتباب الأمن والاستقرار لمواطني الولاية، بل سعى المؤتمر الوطني على تسليح الميليشيات والقبائل، وإثارة النعرات القبليَّة والفتن، لذلك نطالب بالآتي:-

(1) ملاحقة كل مجرمي الحرب في السُّودان وفق المواثيق الدوليَّة الصادرة بهذا الصدد.
(2) المطالبة بحماية دوليَّة في حالة تعرض شعب جنوب كردفان وإقليم جبال النُّوبة لأي خطر أو تطهير عرقي كما حدث في الماضي.
(3) إعادة النظر في تفويض بعثة الأمم المتحدة في السُّودان حتى تتمكّن من حماية شعب جنوب كردفان، ولاسيما شعب إقليم جبال النُّوبة الأصيل.

إنَّ الحركة الشعبيَّة إذ تطرح كل ذلك وأنَّها مازالت حريصة على المحافظة والدفاع عن مكتسبات اتفاقيَّة السَّلام الشَّامل، ولكنها لن تقف مكتوفة الأيدي في حالة تمادي شريكها في ممارساته، وسكوت المجتمع الدولي عن اتخاذ ما يمكن أن يحافظ على روح الاتفاقيَّة واستحقاقاتها لشعب جنوب كردفان/جبال النُّوبة.

ختاماً ثقتنا قويَّة في المجتمع الدولي بمنظماته المختلفة لإقرار الأمن والسَّلام والاستقرار في العالم، ولاسيما السُّودان.

الحركة الشعبيَّة لتحرير السُّودان
كاودا الحرة

Leave a Reply

Your email address will not be published.