Thursday , 28 March - 2024

سودان تربيون

أخبار السودان وتقارير حصرية لحظة بلحظة

بسبب ازمة حلايب .. السلطات السودانية تمنع دخول معدات للتلفزيون المصرى

الخرطوم في 8 يناير 2011 — منعت السلطات السودانية امس الاول دخول أجهزة ومعدات وتجهيزات بث تخص التلفزيون المصري، احضرت لتغطية أحداث استفتاء تقرير مصير الجنوب الذى سيبدأ غدا .

ونقل المركز السودانى للخدمات الصحافية “وكالة اخبار شبه حكومية” عن مصادر مطلعة، إن السبب الحقيقي وراء توقيف المعدات بمطار الخرطوم ومنعها من الدخول، ان المحطة اعدت استديو به خلفية تحمل خريطة للسودان لا تتضمن منطقة حلايب فيها .

وأضافت المصادر، ان الملحق الاعلامي المصري بالسودان أجرى اتصالات بالمسؤولين لتجاوز الامر، الا ان الاتصالات لم تثمر وباءت بالفشل .

و تحتل السلطات المصرية مثلث حلايب منذ سنوات و ترفع عليه العلم المصرى ، ورغم الاصوات الشعبية التى تعلو من حين الى اخر فى السودان مطالبة بأرجاع المنطقة الى السيادة السودانية فانه لم يلتمس اى جهد رسمى من المسؤولين فى حكومة الخرطوم للمطالبة به .

ولم يتسن للسلطات السودانية اجراء التعداد السكانى لأهالى المنطقة و الذى كان قد اجرى فى البلاد فى ابريل 2008 بجانب ان الاهالى فى المنطقة حرموا ايضا من الادلاء بأصواتهم فى انتخابات ابريل الماضى .

وقال نائب الرئيس السودانى ، على عثمان محمد طه الذى يرأس اللجنة الوزارية العليا بين السودان و مصر فى وقت سابق ان الجانبين اتفقا على ان يصبح مثلث حلايب منطقة “تكامل” بين البلدين وليس تنازع . بينما اكد البشير فى لقاء جماهيرى بولاية البحر الاحمر قبل اشهر ان “حلايب سوادنية” .

ويتم التلويح بسودانية حلايب من قبل المسؤولين فى الحكومة السودانية عادة حينما تكون هناك ازمة صامتة بين البلدين ، وكان اول تعميم للصحف السودانية بعدم نشر خرائط للسودان لا تتضمن مثلث حلايب فى اعقاب مذكرة المدعى العام للمحكمة الجنائية الدولية ، لويس مورينو اوكامبو فى يوليو 2008 و التى طلب فيها من قضاة الدائرة التمهيدية بالمحكمة توجيه تهم بأرتكاب جرائم حرب و جرائم ضد الانسانية و تدبير ابادة جماعية للرئيس البشير ، نتيجة للموقف المصرى من المحكمة و الذى كان دون توقعات الجانب السودانى .

وتزامن نشر خبر فتح بلاغات من نيابة امن الدولة السودانية ضد احد رجال الاعمال السودانيين بسبب بيعه منتج لشركته يحمل خريطة السودان لا تتضمن مثلث حلايب مع زيارة قام بها الرئيس المصرى حسنى مبارك الى الخرطوم فى نوفمبر والذى كان فيما يبدو قادما من اجل تهدئة موقف السودان المتشدد حيال مذكرة مدعى المحكمة الجنائية ضد الرئيس البشير .

ورغم الهدوء الظاهرى بين البلدين الا ان ثمة ازمة صامتة بينهما خلال الاسابيع الماضية و يرجح محللون ان لها صلة بقضية استفتاء جنوب السودان و موقف الحكومة السودانية المتشدد ازاء اصرارها على المضى فى توجهاتها الاسلامية .

ووصف رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشعب المصرى الذى كان يبحث تداعيات الانفصال على الامن القومى المصرى قبل ايام نظام الرئيس البشير بانه “الاسوأ” بين جميع انظمة الحكم التى تعاقبت على السودان .

حزب الامة يطالب بدستور جديد فى حال الانفصال ويدعو للتعامل مع العدالة الدولية
الخرطوم في 8 يناير 2011 — طالب حزب الأمة القومي المعارض بكتابة دستور جديد للسودان فى حال انفصال الجنوب فى الاستفتاء على تقرير المصير و المقرر انطلاقه غدا و المرجح على نطاق واسع ان يقود الى ميلاد دولة مستقلة فى الاقليم .

وشدد زعيم الحزب ، الصادق المهدى على ضرورة ان يكون الدستور الجديد ذي معالم واضحة، يحترم المساواة في المواطنة والتنوع الديني والإثني والثقافي والحكم اللا مركزي ، وأن يجرى الإتفاق عليه في مؤتمر دولي دستوري، فَضلاً عن معاهدة توأمة بين الشمال والجنوب .

وقال المهدي فى تصريحات امس الاول اعقبت مباحثاته مع رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأمريكي ، جون كيري ا : إن بلادنا تُواجه مرحلة خطيرة، وعلينا أن ندعو للأجندة الوطنية ونقف وراءها .

واضاف انه وعدد من أعضاء الحزب ناقشوا هذه الاجندة الوطنية ، أهمها ضرورة كتابة دستور جديد معالمه واضحة، ويحترم المساواة في المواطنة والتنوع الديني والإثني والثقافى والحكم اللا مركزي، وأن يجرى الإتفاق عليه في مؤتمر دولي دستوري والمطالبة بمشروع معاهدة توأمة بين الشمال والجنوب .

شدد المهدى على ضرورة الإستجابة لمطالب أهل دارفور، ووقف ما اسماها “المناورات غير الجادة” في المفاوضات، مبينا ان الجدية تقتضي الإستجابة لتلك المطالب العادلة .

ودعا المهدى الى ضرورة التعامل بواقعية مع الأسرة الدولية والعدالة الدولية فى قضية دارفور ،وقال : نعتقد أن الجهة التي سوف تحقق ذلك هي الشعب .

وحمّل المهدي الحكومة مسؤولية التدخل الدولي، عندما وافقت على دخول القوات الدولية، ووصف ذلك بأنه ” بدع تخرب السياسة السودانية” .

وفي السياق أشار جون كيري، إلى أن الزيارة كانت فرصة للاستماع لآراء الأحزاب المختلفة حول استفتاء تقرير مصير الجنوب ، وقال إن في الإستفتاء فرصة جديدة قبل إجرائه أو بعده لجميع السودانيين ليتواصلوا مع العالم لتتغيّر العلاقات الخارجية خاصةً مع أمريكا.

Leave a Reply

Your email address will not be published.